موضوع: بمناســبـــة حــلــول فــتــرة الأختبارات.. الثلاثاء 27 يناير - 6:53
بـســـم الـلـّـه الــرحــمــن الــرحــيــم....
هاهي أيام الاختبارات تطل علينا من جديد...وهي تعلن عن قدومها كضيفة علينا لأيام معدودة..ومن ثم سوف تغادر لتعود مرة أخرى...
وهـــذا روتــــيــن معتاد أعتدنا عليه من زمن طويل..
وعندما تحل هذه الأيام نجد الكل مشغول من طالب ومعلم وأسرة..كل المجتمع أو أكثرية المجتمع في هذه الأيام مشغولون كما نجد أن أذهانهم مشوشة وكل التفكير مركز ومنصب حول الاختبارات وأيامها وكيفية أستقبلها واجتيازها وتوديعها..
أليست دائماً تحل علينا في أوقات نحنوا على علم بها وبتوقيتها؟!! أذن لماذا إلى الآن إلى يومنا هذا إلى عصرنا هذا إلى وقتنا هذا لم نستطع مجارتها والاعتياد عليها ...مالسر في ذالك.. فدائما تحل علينا أيام الاختبارات بنفس الشكل لم تتغير منذ أن عرفناها وعشنا أول أيامها..فهي لم تحاول في يوم من الأيام أن تغير من شكلها ونمطها.. فهي تتسم بالثبات والاستقرار..حتى نتائجها ثابتة وهي أحد الأمرين أما النجاح أو الرسوب..وهي تعطي فرصة للجميع قبل قدومها للاستعداد لها.. ألم يتبادر إلى ذهنكم يوما لماذا تتصف أيام الاختبارات بالثبات؟!ولها نفس الشكل لا يتغير؟!والأهم من ذلك أليست بروتين قد أعتدنا عليه؟! ومازالنا إلى الآن نحمل لها نفس المشاعر وكأنها شيء جديد قد حل علينا؟؟!! على الرغم من أننا مررنا بها كثير ونعرف عنها الكثير..
فمن المعروف أن أي أمر تعتاد عليه ويكون روتين يومي أو سنوي أو شي مكرر عليك دائما أليس من السهل التعامل معه وكأنه شيء عابر لانخاف من قدومه أو نتائجه لأننا اعتدنا عليه..مثل الطبيب الذي تعود على التعامل مع الحالات الصعبة والأم التي أصبح لديها حركات أبنائه شيء عادي والزوجة التي أصبحت تتعامل مع زوجها الخشن بذكاء..والطباخ الذي صار قادرا على الطبخ بدون النظر إلى الخطوات..والمعلم الذي يلقي دروسه لطلابه بدون حاجة إلى الكتاب أو إلى أي مساعدة....
ولكن ماهو الغرض الأساسي من الاختبارات؟؟
الذي أعرفه بأنها تعتبر مقياس للتحصيل الأكاديمي للمعلومات والمعارف المقرر دراستها فقط ومقدار الكم الذي تم جمعه من خلال فترة معينة.. وبمجرد انتهائها ينتهي كل شيء معها وكأن شيء لم يكن.. بالنسبة لي فلقد شعرت بالملل والضجر من هذه الاختبارات وقوانينها ذات الحيز الضيق..فهي تضع الكثير في مستويات لا تليق بهم.. فهل تتفقون معي في هذا المنطق... لماذا لانغير هذه الفكرة من مبدأ(في الامتحان يكرم المرء أو يهان).. فما الفائدة في حمل شهادة كمنظر لايوحي ألا بشيء واحد وهو انك شخص قد درست وحصلت على هذه الشهادة.. لست أقلل من قيمة هذه الشهادات التي نحملها ونسعى للحصول عليها ولا أقلل من قيمة من سعى ليصل أليها.. ولكن ينتابوني الضيق والحزن حين أجد أغلب هؤلاء لايفقهون من العلم شيء فهم لا يعرفون أحكام دينهم ولا يتحلون بأخلاقيات الإسلام..ولا يعرفون قواعد اللغة العربية ولايجيدون فن التعامل..ولا يحفظون من كتاب الله شيء ولا من سنة نبيهم...لينون بسيطون في الكسر والتشكل فكل يوم تجدهم على مذهب وصنف وبرأي ليس لديهم مبدأ ثابت ولا قاعدة راسخة..ويتوقفون عن العلم والتعلم بمجرد الحصول على الشهادة...وهم لايفيدون العالم بشيء.. فا الله عز وجل ونبيه الكريم لم يأمرون بالعلم فقط لحمل الشهادات والتفاخر بها بل كانت الغاية أعظم من ذالك بكثير..فلو تتبعنا مسيرة الإسلام منذ بدايتها لنرى أعظمية العلم وغرض العلم الذي الكل يسعى أليه..
لماذا لا نغير هذا الطابع ولانغير هذه الفكرة التي رسخناها وأوجدناها في عقولنا.. مازال البعض يختبر..فليحاول في هذه الأيام القليلة أن يغير هذه الفكرة ويجرب التعامل معها بطريقة مختلفة ويخبرنا بالنتيجة ماذا تكون..
أبسط شيء لو كل منا سأل نفسه ماذا استفدت من علمي هذا ؟ ولو يسأل كل شخص نفسه ماذا أحفظ من العلوم التي درستها منذ بداية رحلتي التعليمية إلى الآن؟وهل طبقنا ماتعلمناه؟؟
أتمنى لو نغير من هذا المنطلق ونصعد إلى الأعلى والأعلى بالعزم والإرادة ولنغير من أفكارنا المتجمدة التي تجعلنا سلبيين إلى اقل درجة.. فليس غيرنا أفضل منا في شيء...
أعلم أنني قد تأخرت بعض الشيء في سرد هذا الموضوع..ولكن الوقت مازال أمامنا ...
كما أحببت أن أعرض من خلال هذا الموضوع.. طرح مساعدات لجميع الأخوان الذين يختبرون بما ينفعهم وييسر لهم اختبارتهم.........
مع دعواتي الصادقه للجميع بالتوفيق بالدنيا والأخرة....